اتصل بنا
 

كرسي الأسد والمعارضة والتدخل الخارجي .. سوريا والدمار المحتّم

نيسان ـ نشر في 2015-11-22 الساعة 12:38

x
نيسان ـ

محمد قبيلات .. لن يبرح المستكبران الأمريكي والروسي سوريا إلا وقد دمرّاها وأحالاها أطلالا، كما لن يستفيق أطراف الملحمة السورية، إلا وقد حققوا الإنتفاء الذاتي بأبشع صوره، وستكون عبرة من أسوأ عبر الشقاء السوري، بينما هي للمتعظين بغيرهم أحسن العبر.

الحرب على الإرهاب خدعة ومعول الأطراف الخارجية لردم سوريا، ومحاربة الأعداء الخارجيين أداة عمياء للنظام السوري، الذي ظن أنه بهذه اللعبة قد ينفد ويحتفظ بالكراسي.

نقول هذا مع علمنا أن من يستجلب الغزاة، ليس أحسن حالا، ممن يأتي بالمقاتلين من كل جنس الى حيّه، فأي خير ستأتي به هذه الذؤبان الشاردة من براريها، وأية منافع ستحققه الطائرات والصواريخ المجنحة وهي تلقي بحممها وبراميلها على رؤوس السوريين؟

الحل السياسي فقط هو طوق النجاة الذي يمكن أن تقدمه الأطراف الخارجية للسوريين، أما الحرب على الإرهاب فما هي إلا شيفرة لإدامة الإقتتال، والشاهد أنه عندما كانت هناك توافقات داخلية في العراق وسوريا ارتقت لشكل من أشكال الدولة، لم يكن هناك إرهابيون، وما هذه القطعان إلا هلام يسيل في مناطق الفراغ الأمنية، فإن جرى التوافق على حل عادل في سوريا، فسترى أرتالهم تغادر من فورها.

كذلك الأمر في العراق. لم تظهر الجماعات الإرهابية إلا بعد تدمير الدولة.

الحلول التي لا تقبلها أطراف النزاع اليوم، وهي جالسة باحترامها على طاولات المفاوضات، ستقبلها بأسوأ نسخها غدا.

وبعد كل هذا الدم الذي سال في سوريا، لا بد من أن يراجع كل طرف حساباته، ويقبل بالحلول الوسط - مثلا - فيما يتعلق باحتفاظ الرئيس السوري بمنصبه، فإن قبوله الانسحاب اليوم خير له من نتيجة أن تُضحي به كل الأطراف غدا.

كذلك الأمر بالنسبة لمطالب بعض المعارضين المتشددة، لا بد من قبول الحلول المرحلية، وإعادة ترتيب الأولويات، فوحدة التراب السوري تستحق بعض التنازلات.

الآن هناك بصيص أمل يومض عبر بعض التسريبات الصحفية بخصوص المرحلة الانتقالية، وأسماء أعضاء الهيئة الانتقالية والمشكّلة – حسب تلك التسريبات – من جميع ألوان الطيف السياسي السوري، بما فيها ممثلون عن النظام وبعض التشكيلات الإسلامية.

ليست القصة "غالب ومغلوب"، بل وطن على وشك التقسيم، والدخول في حمامات دم أعنف من كل تلك التي رأيناها خلال الخمس سنوات الماضية.

نيسان ـ نشر في 2015-11-22 الساعة 12:38

الكلمات الأكثر بحثاً